استقبلت جمارك دبي وفداً من مصلحة الجمارك العامة في المملكة العربية السعودية الشقيقة، بهدف بحث التعاون وتعزيز العلاقات وتبادل الخبرات ومناقشة آلية تعزيز العمل الجمركي المشترك بين البلدين عبر توحيد الإجراءات وتطوير الخدمات لتسهيل الإجراءات الجمركية، بما يدعم حركة التجارة واستقطاب الاستثمارات وتوحيد الرؤى المستقبلية للبلدين الشقيقين في المجال الجمركي.
جاء ذلك خلال اجتماع عُقد في ميناء جبل علي ترأسه أحمد محبوب مصبح مدير جمارك دبي، وأحمد الحقباني مدير عام الجمارك السعودية، بحضور أحمد بن لاحج المدير التنفيذي لقطاع الشؤون الجمركية بالهيئة الاتحادية للجمارك، وعدد من مدراء الإدارات في جمارك دبي والوفد السعودي المرافق.
واطلع الوفد السعودي خلال الاجتماع على عرض مُوسع قدمه يوسف الهاشمي مدير إدارة مراكز جبل علي الجمركية عن آلية عمل جمارك دبي والتقنيات والحلول الذكية المتّبعة خلال تخليص البضائع وتفتيش الحاويات بالإضافة إلى مدى إسهامات تقنيات جمارك دبي في دعم الاقتصاد الوطني عبر تسهيل تدفق الحركة التجارية وجذب المستثمرين.
علاقات استثنائية
وأكد أحمد محبوب مصبح أن دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية تربطهما علاقات استثنائية، تحظى باهتمام كبير من قيادتي البلدين الشقيقين الذين يؤكدن دائماً على وحدة المصير لإسعاد الشعبين وترسيخ الأمن والأمان للمنطقة بشكل عام، مشيراً إلى أن قوة العلاقات بين البلدين جعلت القيادة تتجه نحو الانتقال إلى علاقات نموذجية تكاملية ترسخ نموذج عربي جديد في التكامل بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ببحث كل الامكانيات والفرص التي يمكن توظيفها للعمل سوياً في كافة القطاعات، وذلك ما تم تجسيده خلال خلوة العزم التي عقدت في العاصمة أبوظبي بتنظيم من مجلس التنسيق السعودي الإماراتي.
وأضاف مدير جمارك دبي أن الدائرة حريصة على تعزيز العلاقات الجمركية التي تخدم مصلحة البلدين لتسهيل حركة التجارة العالمية وتيسير حركة المسافرين وإحكام الرقابة على المنافذ الجمركية للحفاظ على أمن واستقرار المجتمع وصون مقدراته بالتصدي لمحاولات التهريب التي تمثل خطراً يهدد الصحة العامة، مؤكداً أن كافة إمكانيات وأنظمة عمل جمارك دبي تحت تصرف الأشقاء في المملكة العربية السعودية، وأن الدائرة تسعى كذلك للاستفادة من أنظمة وآليات العمل الجمركي في المملكة، بما يدعم ويعزز العمل الجمركي الخليجي المشترك.

وذكر يوسف الهاشمي مدير إدارة مراكز جبل علي الجمركية خلال العرض التقديمي أن دولة الإمارات العربية المتحدة حصلت على حصة 0.56% من إجمالي الاقتصاد العالمي، مسجلة نفسها كمركز رئيسي للتجارة العالمية، وذلك بما توفره من إمكانيات تدعم التدفق التجاري وتشجع الاستثمار، حيث تضم الدولة ميناء جبل علي الأكبر على مستوى الشرق الأوسط والتاسع عالما، والذي يستوعب 19 مليون حاوية، بالإضافة إلى وجود 35 منطقة حرة تشجع على استقطاب الشركات الكبرى والمستثمرين من مختلف التخصصات، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن عدد المعاملات الجمركية التي تم معالجتها بواسطة جمارك دبي خلال 2016 بلغت 9.1 مليون معاملة، في حين سجل عام 2015 معاملات وصلت إلى 9 ملايين معاملة.
كما قدم الهاشمي تعريفاً عن تكامل الأنظمة الذكية في جمارك دبي، ما مكنها من تحقيق التوازن المطلوب في تسهيل الحركة التجارية بدون المساس في الرقابة، وشرح آلية عمل نظام فحص الحاويات والشحنات عن طريق الأشعة السينية، الذي يعمل على رصد عمليات التهريب للمواد المشعة، والمخدرات والعقاقير، والعملات الأجنبية والمعادن الثمينة، والأغذية الملوثة، والأسلحة، والاتجار بالبشر، كما يتميز النظام بقدرته على فحص 150 حاوية في الساعة والتعرف على أرقام الحاويات بشكل آلي، بالإضافة إلى ارتباطه الحي بنظام التخليص الجمركي المتكامل مرسال 2 دون الحاجة للتدخل البشري، موضحاً في الوقت ذاته أن معدل رضا المتعاملين لأقسام مراكز التفتيش في جبل علي وصل إلى قرابة 87 % ، بعدما كان 40% مع بداية تطبيق نظام الحجز الإلكتروني في يوليو 2014.
جولة تعريفية
واصطحب أحمد محبوب ومسؤولي الدائرة، الوفد الزائر في جولة تعريفية على قسم تفتيش جهاز الكشف الإشعاعي في محطة الحاويات في ميناء جبل علي، والذي يعتمد على فحص الحاويات والشحنات عن طريق الأشعة السينية للاطلاع على آلية عمل الجهاز ، واستمع وفد الجمارك السعودية إلى شرح عن نظام محرك المخاطر وكيفية متابعة ملفات المخاطر على مستوى دول العالم، بالإضافة إلى اطلاعه على ميزات وآلية عمل أجهزة مختبر التفتيش الذكي التابع لجمارك دبي، حيث يتكون المختبر من سيارة مزودة بمعدات وأجهزة تفتيش لتقديم خدمات المساندة والدعم للمراكز الجمركية ( البحرية/ البرية/ الجوية) على مدار الساعة، والعمل على تحليل المواد المشبوهة، وإعطاء النتائج في نفس الوقت، كما يعمل على كشف المتفجرات وما يدخل في حكمها، حيث يحتوي "المختبر المتنقل" على عدد من المعدات والأجهزة الحديثة والمتطورة التي تستخدم للكشف وتحليل المواد المتفجرة والمخدرات والمواد المشعة وجهاز لتصنيف الأدوية عبر فئات المسموح والممنوع والمقيد، بالإضافة إلى جهاز للكشف عن المواد المشعة وآخر لتحليل المواد الكيميائية والأدوية تعمل على الطاقة الشمسية.
كما أكمل مدير جمارك دبي جولته للوفد السعودي إلى مطار دبي الدولي مبنى رقم 3 للاطلاع على التقنيات التي تتّبعها وتستخدمها جمارك دبي في إدارة عمليات المسافرين، حيث شملت الجولة التعرّف على غرفة العمليات وغرفة أجهزة المراقبة الداخلية بالإضافة إلى الاطلاع على عربة التخليص الجمركي لخدمة ذوي الإعاقة وكبار السن وكبار الشخصيات على حدٍ سواء، والتي تعمل على الكهرباء بكاميرا أمنية وأخرى لبصمة الوجه، وكرسي إلكتروني متحرك لموظف التفتيش وأخرى للعميل، وثلاث شاشات تخدم موظف التخليص والعميل وذوي الإعاقة، وممر كهربائي للصعود إلى المركبة، وطاولة لفحص البضاعة، وصندوق للحفظ وآخر للإسعافات الأولية، بالإضافة إلى طابعة.
واستمع وفد الجمارك السعودية إلى شرح من إبراهيم علي الكمالي مدير إدارة عمليات المسافرين بجمارك دبي، عن عربة الكاشف المتطورة لكشف عمليات التهريب، والتي تلتقط بأجهزتها التكنولوجية وعددها 16 جهازاً كل ما هو محظور.
كما تعرف الوفد الزائر على "بوابات جمارك دبي الذكية"، بالإضافة إلى نظام التفتيش الجمركي الذكي المستخدم في مطارات دبي والذي يهدف إلى توفير وسيلة تمكن المفتش الجمركي من تأدية مهامه بصورة مبتكرة وسريعة دون تأخير أو تعقيد لإجراءات المسافرين وتضمن سلاسة وسلامة الإجراءات كافة إذ لا تستغرق عملية تفتيش الحقائب المشتبه فيها بواسطة النظام أكثر من ثلاث دقائق حيث يمكن هذا النظام ضباط الجمارك من التعرف على أرشيف المسافر عبر مرور حقائبه على طاولة ذات كاميرا متطورة وجهاز فحص بالأشعة السينية.
إشادة سعودية
وأشاد أحمد الحقباني بالتطور الذي وصلت له جمارك دبي باستخدامها أحدث الأجهزة والتقنيات الذكية في عملها، وحرصها على الابتكار والإبداع والتطوير المستمر خدمة لحركة التدفق التجارية وتسهيلاُ لحركة المسافرين وضبط المهربين، مؤكداً أنها نموذجاً مشرفاً يجب يحتذى به في خلق منظومة متطورة ومستدامة تخدم العملية الجمركية بشكل عام، آملاً استمرار الاجتماعات التنسيقية لتحقيق أهدافها في تعزيز العلاقات الثنائية وتطوير منظومة العمل الجمركية بين البلدين الشقيقين.
وفي ختام الجولة قدم أحمد محبوب مصبح درعاً تذكارية لمدير عام الجمارك السعودية، ثم التقطا الصور التذكارية شاركهم فيها عدد من مسؤولي الدائرة والوفد السعودي المرافق.