د. عبد الله بوسناد: "مسار 33" نموذج حي لاستراتيجية استقطاب وتأهيل الكفاءات الوطنية
"مسار 33".. قصة نجاح بدأت فـي نوفمبر وانتهت بتأهيل كادر تفتيش فـي جمارك دبــي
فـي إطار رؤيتها الاستراتيجية لبناء كفاءات وطنية مؤهلة قادرة علـى تعزيز أمن الحدود ودعم التجارة المشروعة ودعم تطوير رأس المال البشري، انطلق فـي نوفمبر 2024 برنامج "مسار 33" كمشروع استراتيجي مستدام مبتكر لجمارك دبـي يستهدف تمكين جيل جديد من الكوادر المواطنة فـي مجال العمل الجمركي.
ومنذ انطلاقه، مثّل البرنامج علامة فارقة فـي مساعي الدائرة نحو بناء منظومة مهنية جمركية متكاملة تقوم علـى الاحترافية، الجاهزية، والامتثال لأعلى المعايير الجمركية والأمنية والتنظيمية.
بدأ البرنامج بمراحل اختيار دقيقة، أعقبتها تدريبات أكاديمية وميدانية مكثفة بالتعاون مع شركاء استراتيجيين، وعلـى رأسهم أكاديمية شرطة دبـي وجامعة دبـي، وشملت التدريبات محاور متعددة منها: (الإجراءات الجمركية، تحليل السلوكيات المشبوهة، المهارات السلوكية والإدارية، التفتيش والرصد. المفاهيم الأساسية فـي العمل الجمركي، قوانين وتشريعات الجمارك والعلوم الجمركية، مهارات التواصل، وأساسيات الأمن الجمركي). كما تضمن البرنامج ورشاً تطبيقية تحاكي واقع العمل الجمركي من خلال التدريب فـي جميع الإدارات بالدائرة، وذلك فـي إطار بيئة تدريبية تفاعلية وميدانية.
3 دفعات ... و76 مفتشاً جمركياً فـي الميدان
خلال فترة وجيزة، شهد البرنامج تخريج ثلاث دفعات من المشاركين، بلغ عددهم 76مفتشاً ومفتشة من خريجي الثانوية العامة، تم تعيينهم رسمياً فـي وظائف مفتشين جمركيين فـي مواقع مختلفة فـي المنافذ الجمركية البرية والبحرية والجوية.
وقال سعادة الدكتور عبد الله بوسناد، مدير عام جمارك دبـي: انسجاماً مع رؤية دبـي الطموحة 2030 لتعزيز مكانتها كمركز عالمي رائد فـي التنويع الاقتصادي، يأتي برنامج "مسار 33" التدريبي ليجسد التزام جمارك دبـي بتطوير الكفاءات الوطنية وإعداد جيل جديد من القيادات فـي القطاعين اللوجستي والجمركي، ويُعد هذا البرنامج النوعي، الموجه للطلبة، خطوة استراتيجية نحو بناء قاعدة بشرية مؤهلة قادرة علـى مواكبة المتغيرات العالمية المتسارعة وتلبية احتياجات سوق العمل الحالية والمستقبلية فـي مجالات الجمارك والخدمات اللوجستية.
وأكد سعادته: لقد اكتسب خريجو البرنامج مهارات متقدمة فـي العمل الجمركي، تساهم فـي رفع كفاءة العمليات وتعزيز جودة الخدمات، ويتكامل ذلك مع أهداف أكاديمية دبـي اللوجستية، التي أُطلقت في نوفمبر الماضي كمنصة تعليمية متخصصة لتطوير المواهب القيادية فـي قطاعي الخدمات اللوجستية والجمركية، دعماً لمستهدفات أجندة دبـي الاقتصادية (D33) الرامية إلـى مضاعفة حجم اقتصاد الإمارة وترسيخ مكانتها ضمن أفضل ثلاث مدن اقتصادية فـي العالم.
وأوضح سعادة مدير عام جمارك دبـي، إن ما نقوم به اليوم من استثمار فـي الكفاءات الوطنية يتماشى تماماً مع رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبـي، رعاه الله، الذي أكد أن الرهان الحقيقي لدولة الإمارات فـي صناعة المستقبل يرتكز على أبنائها وكوادرها الوطنية القادرة على بناء تنمية شاملة ومستدامة وهذا ما نحرص علـى ترجمته عملياً من خلال برامج نوعية مثل مسار 33، التي تضع الإنسان فـي قلب التنمية وتمنحه الأدوات اللازمة للتميز والريادة.
استقطاب وتأهيل الكفاءات الوطنية
ولفت سعادته إلـى أن برنامج "مسار 33" أتاح للطلاب فرصة فريدة للانخراط فـي بيئة عمل واقعية والتعرف عن قرب علـى طبيعة العمل الجمركي، ما يجعله نموذجاً حياً لاستراتيجية جمارك دبـي فـي استقطاب وتأهيل الكفاءات الوطنية من جيل الشباب المواطن، وقال: "نحن نؤمن أن الاستثمار الحقيقي يبدأ من الإنسان، وهؤلاء الشباب والشابات هم الامتداد الطبيعي لرؤية قيادتنا فـي بناء كوادر وطنية مؤهلة لمواجهة تحديات العمل الجمركي والأمني، ويتميز البرنامج بطابعه المستدام، إذ لا يقتصر علـى دفعة واحدة، بل يُشكل مساراً تدريبياً طويل الأمد يمد جمارك دبـي بالكفاءات الوطنية المؤهلة."
وأشاد سعادته بالشراكات الاستراتيجية التي تجمع جمارك دبـي مع المؤسسات التدريبية الرائدة، والتي تسهم فـي إعداد جيل وطني متمكن يعزز دور دبـي كمحور رئيسي للتجارة والخدمات اللوجستية والابتكار، انسجاماً مع تطلعات القيادة الرشيدة لبناء مستقبل أكثر ازدهاراً واستدامة.
نقلة نوعية في الاستثمار بالعنصر البشري
ومن جانبه قال محمد الغفاري المدير التنفيذي لقطاع الموارد البشرية فـي جمارك دبـي تواصل جمارك دبـي إطلاق مثل هذه المبادرات النوعية، التي تُسهم فـي دعم منظومة الأمن الجمركي وحماية الحدود، وتعزيز مكانة دبـي كمركز عالمي للتجارة الآمنة. مشيراً إلـى أن البرنامج خلال سبعة أشهر من التدريب والتأهيل، نجح فـي تخريج ثلاث دفعات متتالية بلغ عددهما 76 موظفاً وموظفة، تم استيعابهم ضمن منظومة العمل الفعلي فـي جمارك دبـي.
هذا الإنجاز لا يُعد فقط مؤشراً علـى فعالية البرنامج، بل يُمثّل أيضاً نموذجاً ناجحاً لسياسات التوطين الذكي، القائم علـى الكفاءة والجدارة. لبناء جيل احترافي جديد من المفتشين الجمركيين، ممن يجمعون بين المعرفة الأكاديمية والخبرة الميدانية، ويقفون في الخطوط الأمامية لحماية حدود وأمن الوطن وتأمين حركة التجارة.