.jpg)
عقد المجلس الاستشاري لجمارك دبي اجتماعه الأخير للعام 2020 عبر تقنية الاتصال المرئي وسط أجواء متفائلة بسرعة التعافي من آثار تداعيات فيروس كرونا المستجد، بحضور سعادة أحمد محبوب مصبح المدير العام لجمارك دبي رئيس المجلس، وفريق القيادة في جمارك دبي، وممثلي مجموعات العمل والتجارة أعضاء المجلس.
مؤشرات إيجابية
استهل الاجتماع سعادة المدير العام لجمارك دبي مرحباً بالحضور، وأكد أن مؤشرات العام 2021 تبعث على التفاؤل في كافة القطاعات الاقتصادية حيث منحت وكالة التصنيف الائتماني "موديز" حكومة دولة الإمارات تصنيف "Aa2" في الجدارة الائتمانية، وهو التصنيف السيادي الأقوى في المنطقة مع نظرة مستقبلية مستقرة للاقتصاد الوطني، ما يعني مزيداً من الاستثمارات الجديدة التي تبحث عن ملاذ آمن واقتصادات متطورة لاستثماراتها ، كما تشير التوقعات إلى نمو الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات في العام القادم 2.9 %وهو نمو قوي مقارنة بدول كبرى، كذلك فإن قرار مجلس الوزراء بتملك المستثمرين للشركات بنسبة 100%، سيساهم في تعزيز قطاعات الأعمال في الأنشطة الاقتصادية ، لاسيما في القطاع الصناعي والتجارة الإلكترونية و السياحة وغيرها من القطاعات الحيوية، كما يُعد الزخم الذي شهده معرض جيتكس للتقنية كأول معرض واقعي بعد وباء كورونا شهادة ثقة عالمية في قدرة دبي على احتواء آثار الجائحة وعلى الصعيد العالمي فقد أكدت منظمة الجمارك العالمية على وجود مؤشرات للتعافي في قطاع التجارة متوقعة أن يحقق القطاع نمواً بنسبة 7.2 % عالمياً في العام القادم.
.jpg)
أما على صعيد جمارك دبي فبالرغم من ظلال فيروس كورونا عالمياً إلا أن جمارك دبي نجحت في تحقيق إنجازات قوية خلال العام 2020 ، مواكبة لرؤية حكومة دبي، حيث أنجزت الدائرة 11.2 مليون معاملة في 9 أشهر ،99.3% منها تم عن طريق القنوات الذكية والإلكترونية، مع حصول 97% منها على موافقة تلقائية في دقيقتين، كما تعاملت جمارك دبي مع 13.7 مليون حقيبة للأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، وتوجت الدائرة انجازاتها المتوالية في مجال التميز بإدارة وتطوير المشاريع بالحصول على جائزة "أفضل جهة لإدارة المشاريع في العالم لعام 2020" في المسابقة الدولية التي ينظمها التحالف العالمي لإدارة المشاريع PMO Global Alliance، وتصدرت الدائرة بهذا الإنجاز المركز الأول عالمياً بين الهيئات الحكومية والشركات الخاصة المتميزة في تطوير المشاريع الجديدة وإدارتها من كافة أنحاء العالم، في شهادة دولية جديدة تظهر مدى التقدم الذي حققته جمارك دبي في تطبيق أفضل الممارسات العالمية في مجال إدارة المشاريع على المستوى الدولي، كما شاركت جمارك دبي في معرض جيتكس بمنصة خاصة وعرضت خلال فعاليات المعرض 12 مبادرة ومشروع مبتكر تهدف إلى تسهيل التجارة وحماية المجتمع.
اتفاقية دناتا
وعلى هامش الاجتماع وقعت جمارك دبي اتفاقية مع "دناتا" بغرض تعزيز أواصر التعاون وتطوير إجراءات العمل المشتركة بما يصب في خدمة المتعاملين بما ينعكس إيجاباً على مسيرة التنمية الاقتصادية في دبي، وقع الاتفاقية من جانب جمارك دبي الدكتور عبدالله بو سناد المدير التنفيذي لقطاع التفتيش الجمركي ومن جانب دناتا ، كيفن إينيس، نائب الرئيس - تطوير الأعمال التجارية – الشحن.
وثمن الدكتور عبدالله بو سناد الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين جمارك دبي ودناتا بهدف زيادة كفاءة الإجراءات الجمركية للتسهيل على التجار ودعم أعمالهم.
ومن جانبه قال باتريك موراي المدير العام لشركة كالوغي منصة دناتا للتجارة الالكترونية إن اتفاقية التعاون بين جمارك دبي و دناتا هي الأولى من نوعها في العالم، حيث تقوم شركة الطيران بإرسال معلومات الشحن التي سيتم مشاركتها مع جمارك دبي ويمكن للعميل حجز موعد للتفتيش أو تغيير الموعد قبل وصول البضاعة، بما يخفض من الكلفة على العميل وتسريع الإجراءات.
الخدمات اللوجستية
واستعرضت نادية عبد العزيز، رئيس اللجنة الوطنية للشحن والخدمات اللوجستية "نافل" أهمية دور الشحن والخدمات اللوجستية في اقتصاد دبي مشيرة إلى 14% من الناتج المحلي الإجمالي لدبي يأتي من الشحن والخدمات اللوجستية وتعد التجارة الخارجية هي المساهم الأكبر في الناتج الإجمالي لدبي وبنسبة 30%.
وأضافت أن أزمة كورونا أثرت بشكل مباشر على النشاط اللوجستي العالمي ولكن بفضل استثمار الامارات في البنية التحتية التكنولوجية المتطورة، وتنوع الاقتصاد استطاعت احتواء تداعيات هذا التأثير، مشيرة إلى أن كرونا رفعت من الطلب على التجارة الالكترونية التي سجلت نمواً في الإمارات بفضل بنيتها التحتية وخدماتها اللوجستية الرائدة.
المشاريع الصغيرة والمتوسطة
وقدم ساهيتا كي تشاتورفيدي من مجلس الاعمال الهندي عرضاً بعنوان (التحديات الراهنة في قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة) موضحاً أن في الامارات ما يقارب 400 ألف مؤسسة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة والتي تسهم في نحو 60% من الاقتصاد غير النفطي وتوفر 86% من فرص العمل في القطاع الخاص، وتشكل 73% من قطاع التجارة في الامارات و16% من قطاع الخدمات، وتسهم في 30% من الناتج المحلي الإجمالي ، وفي دبي سجل عدد مؤسسات المشاريع الصغيرة والمتوسطة 152 الف شركة بنهاية العام 2019 الماضي، وهذه المؤسسات تلعب دوراً محورياً في الاقتصاد حيث تشكل 51% من القوة العاملة وتسهم في 46% من الناتج المحلي الإجمالي لإمارة دبي.
وقال:" تعتبر دبي المقصد المفضل للتسوق حيث أن 62% من العلامات التجارية العالمية الفاخرة متوفرة فيها، ويسهم قطاع تجارة التجزئة بـ 26.4% من الناتج المحلي الإجمالي للإمارة، بقيمة 105.1 مليار درهم بحسب احصائيات 2019 الصادرة عن تقرير دبي الاقتصادي.
الطاولة المستديرة
وتسبق اجتماعات المجلس الاستشاري مجموعة من ورش العمل ضمن مبادرة "الطاولة المستديرة " وهي إحدى المبادرات التي وجه بتنفيذها قطاع إدارة المتعاملين وذلك لإلقاء الضوء على تطورات التجارة العالمية والقطاعات الخدمية المرتبطة بها، والتحديات التي تواجه سلسلة الإمداد في مختلف الظروف.
وتضم جلسات الطاولة المستديرة خبراء من القطاع التجاري وممثلي مجموعات العمل والتجارة للخروج بتوصيات ومقترحات يتم رفعها إلى اجتماعات المجلس الاستشاري الدورية لمناقشتها والتباحث فيها.
وتهدف ورش الطاولة المستديرة إلى إيجاد رؤية استشرافية لسلسلة الإمدادات والفرص المتاحة لترسيخ دبي محور عالمي للتجارة، حيث تحقق المبادرة الأهداف المنوطة بها من خلال رؤية الخبراء لواقع القطاع الجمركي العالمي، والخدمات اللوجستية، وكيفية الاستفادة من التقنيات المتطورة كالذكاء الاصطناعي و البلوك تشين و أتمتة الإجراءات في تحقيق عمليات نمو في التجارة للتغلب على التحديات التي تواجهها".
تعزيز العمل المشترك
وفي نهاية اللقاء توجه إدريس بهزاد مدير إدارة اسعاد العملاء في جمارك دبي مقرر الاجتماع بالشكر للجميع، مؤكداً أن اجتماعات المجلس الاستشاري لجمارك دبي تدعم العمل المشترك وتعزز من تجارة دبي، وبخاصة اجتماعات عام 2020 والتي كان لها كبير الأثر في مناقشة الاقتراحات والرؤى المشتركة والاطلاع على آليات سير العمل وتنفيذ حزم التحفيز والتي سارعت من تجاوز آثار كورونا.
وأضاف إن الاجتماع خلص إلى أهمية تعزيز العمل المشترك بهدف تسهيل التجارة ودعم مركز دبي كمحور رئيسي في التجارة العالمية وتقليص كلفة جذب الاستثمارات بما يعود بالنفع على التجار والمستثمرين، كما أكد الاجتماع على أهمية دور جمارك دبي في التحول الرقمي الذي يخدم اقتصاد المستقبل حيث تستعد دبي لتكون محورا مهما للتكنولوجيا والتجارة الالكترونية في المستقبل.