أحبطت جمارك دبي محاولة جديدة لتهريب المواد المخدرة وادخالها إلى دولة الإمارات، حيث استطاع فريق مشترك من إدارة الاستخبارات الجمركية وإدارة مراكز جبل علي الجمركية من ضبط 251.2 كيلوجرام من مادة الكريستال وهي أكبر كمية يتم ضبطها في المركز ، بالإضافة إلى احتواء الشحنة على 6.4 كيلوجرام من مادة الهيروين ليصل المجموع إلى نحو 258 كيلوجرام من المواد المخدرة تقدر قيمتها السوقية بـ 25 مليون درهم مخبأة في قطع غيار للسيارات المستعملة، حاول المهربون إدخالها عبر ميناء جبل علي فتصدى لهم ضباط التفتيش الجمركي في جمارك دبي العيون الساهرة على أمن وسلامة وصحة المجتمع وتمكنوا من ضبط هذه المواد في عملية أُطلق عليها "ناقل الحركة" ، إذ يتمتع ضباط التفتيش بمهارة قلَّ نظيرها في القدرة على اكتشاف محاولات التهريب مهما أتقن المهربون عمليات الاخفاء والتمويه.
.jpg)
وقد ظنَّ المهربون أن بإمكانهم التحايل على الإجراءات المُحكمة والأنظمة الذكية التي طورتها جمارك دبي للارتقاء بقدراتها في مجال إدارة المخاطر والرصد المُسبق للشحنات الخطرة قبل وصولها إلى منافذ دبي الجمركية لاستهدافها عند وصولها بالمعاينة والتفتيش الدقيق لمحتوياتها ليتم اكتشاف المواد الممنوعة ومنع دخولها إلى الدولة، حيث يقوم محرك المخاطر الذكي الذي طورته جمارك دبي باستخدام أحدث تطبيقات الذكاء الاصطناعي بتشخيص المخاطر في الشحنات التجارية القادمة وإنشاء ملفات مخاطر للشحنات الخطرة، وقد رصد محرك المخاطر بدقة عالية شحنة قطع الغيار التي احتوت على المواد المخدرة وشخصها كشحنة خطرة يتم اخضاعها للمعاينة والتفتيش الدقيق عند وصولها وتم اخطار صاحب الشحنة بمراجعة مركز تفتيش جمارك جبل علي، الذي قام بحجز موعد لغايات التفتيش دون تردد ظناً منه أن أساليب الاخفاء والتمويه التي اتبعها لا يمكن كشفها، حيث وضع في الشحنة المستهدفة 5 نوعيات مختلفة من قطع غيار السيارات بأحجام مختلفة و أجهزة خياطة مستعملة ليصبح من الصعب اكتشاف المواد المهربة عند اجراء عملية التفتيش، كما استخدم المهربون اساليب تضليل مختلفة حيث تم اخفاء المواد المخدرة في التجاويف الداخلية لقطع الغيار للإيحاء بأنها سليمة ولا تحتوي على أية مواد ممنوعة أو مهربة متوهمين أن اتباع هذه الأساليب في الاخفاء والتمويه سيحول دون تمكن ضباط التفتيش الجمركي من اكتشاف المواد المخدرة.
وبناء على الوقت المحدد لعملية التفتيش وبحضور صاحب الشحنة تم تنفيذ خطة التفتيش المُحكمة التي وضعها الفريق المشترك من إدارة الاستخبارات الجمركية وإدارة مراكز جبل علي الجمركية، حيث قام ضباط التفتيش الجمركي بتفريغ جميع محتويات الشحنة المستهدفة وتم فرز هذه المحتويات حسب نوعياتها، ومن خلال الاستعانة بوحدة الكلاب الجمركية التابعة لإدارة الدعم الفني فقد كانت هناك مؤشرات قوية بوجود مواد مخدرة مخبأة فيها، حيث قام الفريق المشترك بالتفتيش اليدوي على محتويات الشحنة وتم فتح قطع الغيار بحرفية عالية وبمعدات خاصة وتمكن ضباط التفتيش الجمركي في النهاية من العثور على المواد المخدرة التي تم فحصها مبدئياً في المختبر المتنقل التابعة لإدارة الدعم الفني واحالتها إلى الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية.
وقال يوسف الهاشمي مدير إدارة مراكز جبل علي الجمركية: "تتكامل جهودنا في العمل على احباط محاولات التهريب وضبط المواد المخدرة لحماية المجتمع من مخاطرها واضرارها، وقد طورنا بالفعل منظومة متكاملة للتصدي لهذه المحاولات وتقدمنا في اعداد ضباط التفتيش الجمركي وتزويدهم بكافة المهارات التي تمكنهم من اكتشاف المواد المخدرة مهما حاول المهربون اخفاءها بأساليبهم الخبيثة للتضليل والتمويه، وتظهر الضبطية الأخيرة مدى الكفاءة التي يتمتع بها مفتشونا وقوة اصرارهم على حماية المجتمع من اضرار المواد المخدرة، حيث نواصل العمل بلا كلل في المعاينة والتفتيش حتى تمكنا من الوصول إلى المواد المهربة واستكملنا مهمتنا بنجاح منقطع النظير حققناه بفعل المثابرة على تطوير الأداء ومواصلة التدريب لتحقيق افضل النتائج".
وقال شعيب محمد السويدي مدير إدارة الاستخبارات الجمركية: "نجحنا في تحويل المنافذ الجمركية لإمارة دبي إلى سد منيع في مواجهة كل محاولات التهريب للإضرار بسلامة وصحة أفراد المجتمع ويأتي ذلك من خلال دعم التجارة المشروعة من حيث الالتزام و التسهيل، وذلك من خلال النظام المحكم لرصد المخاطر مسبقا والذي طورته جمارك دبي بإطلاقها وتحديثها الدائم لمحرك المخاطر الذكي، مدعوما بالقدرات المتقدمة لموظفي إدارة الاستخبارات الجمركية والتي تمكنهم على تحليل المخاطر بكفاءة عالية لتحديد مستويات الخطورة في الشحنات القادمة والرصد المسبق للشحنات الخطرة وفقا لخطط مدروسة بالغة الدقة تمكننا من احباط محاولات التهريب" متمثل بفريق قسم التحليل من حيث متابعة الشحنات القادمة لإمارة دبي بشكل يومي وعليه يتم تحديد الاخطار الامنية و الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية وانعكاس هذه الاخطار على نظام محرك المخاطر .