​​​​

سلطان بن سليم: رؤية محمد بن راشد حولت الأفكار المبدعة الى إنجازات رائدة يقتدي بها العالم وجعلت الازمات فرصا للنجاح

مايو 10, 2017

استعرض سلطان أحمد بن سليم رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية رئيس مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة خلال انطلاق فعاليات الدورة الثانية عشر لمؤتمر وجائزة الأفكار العربية 2017 في دبي والذي بدأ في فندق فورسيزونز الجميرا اليوم قصة نجاح دبي في تبني الأفكار وتطبيقها مما أهلها لتكون ضمن أفضل مدن العالم في جوانب مختلفة، وقال ضمن كلمة الافتتاح: "لقد تحققت كافة الإنجازات المتميزة في دولة الامارات العربية المتحدة عموما وفي دبي خصوصا بفضل توجيهات القيادة الحكيمة والرؤية المستقبلية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، حيث يؤمن سموه ايمانا راسخا بأهمية الأفكار الجديدة ودورها في تحقيق التطور السريع لتجربتنا الرائدة التي أصبحت نموذجاً دولياً تقتدي به كافة دول العالم، ومنذ عقد السبعينات من القرن الماضي بدأت معالم تجربتنا تتضح للعالم فقد أقمنا الموانئ المتميزة على أساس رؤية مستقبلية استشرفت مبكراً التطورات في حركة التجارة العالمية، ودعمنا ذلك في الثمانينات بإقامة المناطق الحرة وخصوصاً المنطقة الحرة لجبل علي "جافزا" التي تُعد من أهم قصص النجاح في تجربتنا، وفي التسعينات بدأ التوجه نحو تطوير وتنمية السياحة، ومنذ العام 2000 شرعنا في تطوير تقنية المعلومات والتجارة الالكترونية ثم أطلقت القيادة الحكومة الالكترونية والحكومة الذكية، وقد خلقت هذه المسيرة تجربة متميزة وأوجدت فرصاً كبيرة للاستثمار حولتنا إلى مقصد عالمي للأموال الباحثة عن فرص الاستثمار تنافس أهم الوجهات العالمية للاستثمار في كبرى العواصم الدولية".
وأضاف سلطان بن سليم " تميز دبي ينبع من ثقتنا بأنفسنا وايماننا بقدرتنا على التطوير من خلال الأفكار الجديدة، فعندما بدأ العمل على إنشاء المنطقة الحرة لجبل علي "جافزا" لإطلاقها في العام 1985  لم نتبع التفكير التقليدي المتخوف مسبقاً من فشل التجربة والمتشكك بقدرة المنطقة الحرة في جذب الشركات العالمية بل ذهبنا ودرسنا المشروع من كل جوانبه عبر الاطلاع المباشر والميداني على تجارب المناطق الحرة في دول العالم وخصوصاً في سنغافورة ودول أخرى في جنوب شرق آسيا وفي الولايات المتحدة الأمريكية، وكنا مقتنعين تماماً بأن مشروع "جافزا" سينجح إذا قدمنا للشركات العالمية مزايا حقيقية تجذبهم إلى دبي بموقعها الاستراتيجي والحيوي بين أهم الأسواق العالمية، وهذا ما حدث فقد تلقينا في أول يوم لتأسيس "جافزا" 300 طلب من شركات مهمة في كافة أنحاء العالم لإقامة مقراتها و مشروعاتها في جبل علي، وقد حققنا أهم الانجازات في تطوير ميناء جبل علي وجعلنا الخط الملاحي الدولي يقصد الميناء في انتقال السفن بين آسيا وأوروبا من خلال توسيع وتعميق الميناء عبر بناء الأرصفة الجديدة القادرة على استقبال كبرى السفن العالمية، فعندما يتوقف الآخرون تقدم دبي وتستثمر في تطوير بنيتها التحتية لتجتذب الشركات والمستثمرين من كافة دول العالم، وقد تحقق النجاح بفضل هذا المنهج في التطوير والتنمية، وقد استطعنا ان نحقق نموا متصاعدا في كمية تجارة دبي الخارجية غير النفطية ليصل وزن البضائع في تجارة دبي بالعام 2016 الى أكثر من 90 مليون طن من خلال ما تقدمه دبي للتجار و المستثمرين من مزايا تنافسية قل نظيرها".
وتحدث بن سليم عن تجربة تطوير جزر النخلة في دبي، موضحاً أن الحاجة أم الاختراع وقد جاءت فكرة جزر النخلة نتيجة لحاجة دبي إلى شواطئ إضافية لمشروعاتها السياحية والعقارية، فتم التوصل إلى هذا الابتكار المميز وهو إقامة الجزر لإضافة شواطئ جديدة للإمارة استناداً إلى تجربة تعميق وتوسعة ميناء جبل علي، حيث كانت الشركات التي نفذت المشروع فكرت بإمكانية الاستفادة من الرمال التي نتجت عن عمليات تعميق الميناء في إقامة جزيرة صناعية، وعلى هذا الأساس تم تقديم تصميم لجزيرة جديدة تقام عليها المشاريع السياحية والعقارية فوجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالابتكار في تصميم الجزيرة لإضافة أكبر مساحة ممكنة إلى شواطئ دبي وهكذا ظهرت فكرة جزيرة النخلة التي تتسع سعفاتها لتضييف مساحة كبيرة إلى شواطئ دبي".
وأوضح رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية أن تجربة دبي أظهرت مدى قدرة قيادتنا الحكيمة على التعامل مع الازمات الإقليمية والدولية وتحويلها الى فرص وانجازات، فرغم أن منطقتنا الخليجية كانت تشهد عند إقامة "جافزا" في منتصف الثمانينات من القرن الماضي تحدي الحرب العراقية الإيرانية التي أدت إلى ارتفاع أسعار التأمين على السفن التي تبحر في الخليج العربي، ما أدى إلى زيادة كبيرة في كلفة الشحن البحري إلى منطقتنا فتراجع الإقبال على الموانئ الخليجية، فقد جاءت توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لتحول هذا التحدي إلى ميزة إيجابية لدبي عندما أمر سموه بمخاطبة شركات التأمين العالمية وابلاغهم بأننا سنتكفل بتغطية التأمين على السفن التي تتجه إلى دبي ما جعل كبرى شركات التأمين في العالم تخفض رسوم مخاطر الحرب المضافة إلى أسعار التامين على السفن المتجهة نحو موانئنا فنجحنا بجذب الملاحة البحرية نحو دبي مجدداً، وفي كل الازمات والحروب التي شهدتها منطقة الخليج لاحقا أبدعت دبي بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في ابتكار الحلول التي جعلتنا نتقدم باستمرار، من خلال خططنا الاستراتيجية التي لا تكتفي بالأفكار السائدة عند الاستشاريين والمحللين الاقتصاديين العالميين، فتجربة دبي في تطوير السياحة على سبيل المثال تعد نموذجاً عالمياً في الإبداع والابتكار، عندما حَذرنا بعض الخبراء والاستشاريين العالميين من التوسع في إقامة المطارات بالإمارة مبررين تحذيرهم بأن تطور صناعة الطائرات العالمية ستجعل شركات الطيران الدولية قادرة على مواصلة رحلاتها الطويلة بين آسيا وأوروبا دون المرور بدبي، لكن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وجه بإعداد دراسة محلية لأفاق تطور حركة السياحة والسفر في دبي مستقبلاً وعدم الاكتفاء بتوصيات الاستشاريين الدوليين وتم بالفعل إعداد هذه الدراسة التي أبدعت أفكاراً مبتكرة لتطوير السياحة نفذتها دبي وتحولت  من خلالها إلى وجهة أساسية للسياحة الإقليمية والعالمية، وبادرت الحكومة الى الاستثمار في السياحة لتشجيع المستثمرين من القطاع الخاص على الاستثمار في هذا القطاع الحيوي لنشهد بالنتيجة النجاح الكبير الذي تحققه دبي حاليا في تطوير القطاع السياحي.
يذكر أن الدورة الثانية عشر لمؤتمر وجائزة أفكار عربية 2017 الذي تنظمه مجموعة الافكار العربية التابعة لمجموعة دبي للجودة، يستضيف عددا من الخبراء والمتخصصين العالميين في مجال أنظمة الأفكار والابتكار العالمية الشاملة التي تهتم بكافة أفكار التطوير بما فيها الأفكار البسيطة المقدمة من الموظفين العاملين في كافة المستويات الإدارية وتعمل على تطويرها وتحويلها الى ابتكارات عالمية رفيعة المستوى.