أطلقت جمارك دبي أول برنامج تدريبي من نوعه على مستوى الإدارات الجمركية في العالم في تفتيش وتقدير قيمة السجاد، حيث يتميز البرنامج التدريبي بشموليته للأنواع المختلفة للسجاد اليدوي، بهدف تعزيز مفهوم آلية تقييم السجاد من حيث قيمته المالية والتاريخية، مع كيفية التعرف على السجاد اليدوي الأصلي، وذلك لتمكين الموظفين الجمركيين من التعرف على الأنواع المختلفة له بدقة والتصدي للقطع المزيفة في المنافذ الجمركية البحرية والبرية والجوية.
وقال أحمد محبوب مصبح مدير جمارك دبي إن الإمارات تلعب اليوم دوراً بارزاً كنقطة محورية لتجارة السجاد اليدوي في العالم، حيث يتعامل سوق دبي مع أشهر مناطق السجاد اليدوي في العالم، كما تبوأت دولة الإمارات المركز الأول على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والثالثة عالمياً كأكبر مستورد ومصدر لهذه السلعة الفاخرة بعد الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا، مشيراً إلى أن قيمة تجارة دبي الخارجية بالسجاد بلغت مليار و141 مليون درهم عام 2016، منها 653.2 مليون درهم واردات، و13.2 مليون درهم صادرات، و375.2 مليون درهم لإعادة التصدير.
وأوضح مدير جمارك دبي أن تجارة السجاد تقوم بدور حيوي في دعم النمو الاقتصادي بدولة الإمارات العربية المتحدة، انطلاقاً من توجيهات القيادة الحكيمة بالعمل على تعزيز التنوع في بنية الاقتصاد الوطني، عبر تطوير جميع القطاعات الاقتصادية، وتمثل تجارة السجاد أحد القطاعات الهامة.
وأضاف أحمد محبوب مصبح، أن قطاع السجاد يشهد في دول الشرق الأوسط وأفريقيا نمواً وانتعاشاً عاماً مع استقطاب المزيد من الشركاء في مجال صناعة السجاد اليدوي لمواكبة النمو الحالي في زيادة الطلب عليه، كونه أحد أهم السلع الفاخرة عالمياً، مشيراً إلى دور الإمارات المميز، حيث موقعها الاستراتيجي بالقرب من منتجي السجاد المصنوع يدوياً كإيران وأفغانستان، والهند.، وتدعم جمارك دبي هذا القطاع من خلال تنظيمها السنوي لمعرض واحة السجاد والفنون كفعالية رئيسية ضمن فعاليات مهرجان دبي للتسوق منذ انطلاقته لأول مرة عام 1996 وحتى الآن، ويشهد المعرض صفقات قوية لبيع وشراء السجاد، ما يسهم في تنشيط الحركة الاقتصادية والتجارية وجذب استثمارات خارجية لكبار مصنعي السجاد اليدوي حول العالم.
وأضاف أن زيادة الطلب على السجاد من دول الشرق وخاصة السجاد اليدوي الفاخر، والذي يعد اقتناؤه ثروة للمشتري تزداد قيمتها بمرور الزمن، كان حافزاً لنا في جمارك دبي من العمل على تطوير المهارات التفتيشية للموظفين المعنيين بالتفتيش والمعاينة والتخليص، باطلاعهم على كل ما هو جديد ومتطور في مجال التقييم المالي لقطع السجاد وسبل التهريب والتزوير، وذلك من خلال برامج ودورات تدريبية يقدمها متخصصين كلٌ في مجاله.
وأوضحت الدكتورة شيخة الغافري مدير إدارة التدريب الجمركي جمارك دبي أن البرنامج التدريبي سيمكن الموظفين الجمركيين من التصدي بكفاءة ومهارة لكل أنواع التهريب والغش في مجال السجاد، لاسيما ما يشهده عالمنا اليوم من تطور تكنولوجي كبير، يستخدمه البعض في الغش والتهريب، وهو ما يتطلب الدقة واليقظة والمعرفة والمهارة من قبل الموظفين في التعامل مع التجار وتفتيش وتقدير قيمة السجاد، وتلك العوامل ساهمت في البحث عن المعلومة والإعداد والتنفيذ للبرنامج التدريبي العالمي.
وأضافت أنه البرنامج التدريبي يسير وفق خطة شاملة للموظفين الجمركيين المعنيين في جمارك دبي والجمارك المحلية وجمارك دول مجلس التعاون الخليجي.
ويقدم البرنامج التدريبي نخبة من المدربين الداخليين في الدائرة الذين لعبوا دوراً بارزاً في إدارة معارض واحة السجاد، وفي مجال التفتيش منهم عبد الرحمن عيسى مدير متحف جمارك دبي ورئيس اللجنة المنظمة لواحة السجاد، وصديقة يعقوب ضابط أول في إدارة عمليات المسافرين - مبني المطار2 والحاصلة على جائزة دبي للأداء الحكومي عام 2015، فئة الموظفة الميدانية، حيث قدمت الورشة عبر تجربة عملية تحفيزية.
ويشتمل البرنامج التدريبي، المستمر لفترة طويلة، على العديد من المفاهيم والمصطلحات الخاصة بصناعة السجاد، وأشهر الدول المصدرة، وأهمية السجاد، وطرق المحافظة عليه، وتجارة دولة الإمارات العربية في السجاد، وطرق التفتيش، ووسائل التهريب، وتقدير قيمة السجاد والأمن والسلامة في تفتيش السجاد، واشتملت الدورة الأولى للبرنامج التدريبي على تطبيق عملي لعملية تقدير قيمة السجاد والكشف عن المقلد منها، مع تقديم عرض عملي لأحد صناع السجاد المحترفين لحياكة عُقَد السجاد وتوضيح أهميتها في تقدير أسعار السجاد، ورض فيلم وثائقي عن الرسم على السجاد.