أطلق سعادة سلطان أحمد بن سليم رئيس موانئ دبي العالمية رئيس مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة، أحد ابتكارات موظفي إدارة عمليات المسافرين في جمارك دبي وهو " نظام التفتيش الجمركي الذكي "، الذي يعتبر أول نظام ذكي متكامل من نوعه على مستوى المطارات في العالم يستخدم في التفتيش الجمركي لحقائب المسافرين.
والنظام الذكي للتفتيش الجمركي للحقائب، تم ابتكاره في جمارك دبي بهدف توفير وسيلة تمكن المفتش الجمركي من تأدية مهامه بصورة مبتكرة وسريعة دون تأخير أو تعقيد لإجراءات المسافرين، وتضمن سلاسة وسلامة كافة الإجراءات إذ لا تستغرق عملية تفتيش الحقائب المشتبه بها بواسطة النظام أكثر من 3 دقائق.
ويمكن للنظام من خلال الأجهزة التي يجمعها معاً التعرف على هوية المفتش، وتحديد مدى خطورة الحقيبة ومدى سلامة تفتيشها يدوياً، وقياس الوقت الزمني المستغرق في عملية التفتيش، وتحديد عدد الحقائب المفتشة يدوياً، وإظهار نتيجة التفتيش إن كانت إيجابية أو سلبية، وقياس وتحليل أوقات الذروة أثناء التفتيش اليدوي، وخلق قاعدة بيانات من خلال تسجيل بيانات المسافر، وقياس مؤشر السعادة ورضا المسافر، من خلال تعبئة الاستبيان المرتبط بمنظومة عمل النظام.
وقال سعادة سلطان أحمد بن سليم إن جمارك دبي تعمل على تنفيذ توجيهات قيادتنا الحكيمة الرامية إلى جعل عام 2015 عاماً للابتكار والإبداع والتطور في جميع مجالات الحياة، ويأتي الابتكار الجديد في اطار حرص جمارك دبي وموظفيها على مواكبة التطور الذي تشهده الدولة في كافة الخدمات التي تقدمها لأفراد المجتمع، مؤكداً سعي الدائرة نحو تحقيق رؤيتها في الوصول إلى العالمية في كافة خدماتها ومعاملاتها الرامية إلى التسهيل على العملاء وإسعادهم، وتحقيق رؤيتها في أن تصبح" الإدارة الجمركية الرائدة في العالم الداعمة للتجارة المشروعة".
وأكد بن سليم اهتمام القيادة العليا في جمارك دبي بكافة الأفكار الإبداعية للموظفين، والاستفادة منها بكل السبل مهما كانت بسيطة، بما يعود على الموظف والدائرة بالمنفعة، ويسهم في زيادة كفاءة الإجراءات التي تحقق رؤية الامارات 2021، وخطة دبي 2021، كما تعمل الإدارة العليا على توفير بيئة العمل المحفزة، وتشجيع الموظفين على التوصل لابتكارات من شأنها تسريع إجراءات المسافرين مستخدمي مطارات دبي ومطار آل مكتوم والحفاظ على وقتهم.
من جهته أثنى سعادة أحمد محبوب مصبح مدير جمارك دبي على جهود موظفي جمارك دبي وحرصهم على إيجاد الأفكار والمقترحات الخاصة بتطوير وتحسين أداء العمل من واقع عملهم اليومي، مضيفاً أن الدائرة تتيح لجميع الموظفين وترحب بالأفكار التي من شأنها مساندتهم في أداء الأعمال المناطين بها على أكمل وجه، مشيداً بالدور الذي يقوم به موظفو إدارة عمليات المسافرين وجهودهم الضخمة في تقديم خدمات مميزة للمسافرين وتعاونها الكبير مع شركاء الدائرة في مطارات دبي، معتبراً أنهم سفراء لدولة الإمارات العربية المتحدة أمام المسافرين مستخدمي مطارات دبي.
وأشار سعادته إلى أنه اطلع على مجموعة من المبادرات والأفكار الإبداعية لموظفي إدارة عمليات المسافرين التي تُسهم في تبسيط الإجراءات على المسافرين في جميع مباني مطار دبي الدولي ومطار آل مكتوم الدولي من حيث الدقة والسرعة والتميز في تقديم الخدمة للجميع دون استثناء، مضيفاً انه سيتم الإعلان عن مبادرات جديدة أخرى خلال الفترة المقبلة من شأنها تقديم المزيد من الخدمات الميسرة لحياة المسافرين مع الحفاظ على أمن وسلامة المجتمع، وذلك في اطار تطويع التقنيات الحديثة في خدمة العمل الجمركي كما تم في الخدمات المقدمة للعملاء، على اعتبار أن جمارك دبي أول دائرة حكومية تحول خدماتها بالكامل من إلكترونية إلى ذكية عبر الهواتف والأجهزة الذكية.
وقال مدير جمارك دبي : إن نظام التفتيش الجمركي الذكي، الذي سيتم تطبيقه قريبا يشتمل على خاصية آنية لقياس مدى رضا المسافر عن الخدمة التي تم تقديمها له، بما يتماشى وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، حول مؤشر السعادة للجمهور ورضاهم عن الخدمات الحكومية المقدمة لهم، والذي أطلقه سموه في أكتوبر 2014.
من جانبه قال أحمد عبدالله بن لاحج مدير إدارة عمليات المسافرين : إن الأرض الخصبة التي نعيشها في الدائرة تُحتم علينا تقديم الغالي للوصول للمركز الأول في المحافل المحلية والدولية، لاسيما في مجال الابداع والابتكارات التي تحفزنا، وتم بالفعل تقديم العديد من المقترحات والمبادرات التي تسهم في تحقيق رؤية واستراتيجية حكومة دبي في رفع مؤشر السعادة لدى العملاء، والعمل على الارتقاء بمستوى الخدمة بما يليق وسمعة دبي ودوائرها الحكومية، مؤكداً أن ابتكار نظام التفتيش الجمركي الذكي ابتكره الموظف أحمد شهداد مدير تفتيش مبنى المطار (2)، الذي حرص على إيجاد وسيلة تفتيش جديدة تُسهل على المسافرين إنهاء إجراءاتهم في مطار دبي الذي يُعد أحد أهم المنافذ الجوية الحيوية في العالم، حيث احتل مطار دبي الدولي المرتبة الأولى على قائمة أكبر مطارات العالم بأعداد المسافرين الدوليين خلال العام الماضي 2014، محققا بذلك انجازاً جديداً لصناعة الطيران في دولة الإمارات العربية المتحدة، وأظهرت إحصاءات مطارات دبي ارتفاع عدد المسافرين الذين استخدموا المطار في العام الماضي إلى أكثر من 70 مليوناً مسافر بزيادة بلغت 6.1 % مقارنة مع 66 مليونا سجلها عام 2013.
وأوضح أحمد بن لاحج أن جمارك دبي، ومن خلال إدارة عمليات المسافرين، تقوم بإطلاق المبادرات والأفكار الإبداعية التي من شأنها تقديم خدمة مميزة للعملاء (المسافرين)، ومراعاة عناء ومشقة السفر على البعض، ما يتطلب سرعة إنهاء إجراءاتهم، إضافة إلى التعامل الحضاري مع كافة المسافرين بما عرف عن أبناء الإمارات من حسن وفادة، مشيراً إلى أن فكرة استحداث نظام ذكي لعملية التفتيش الجمركي جاءت من خلال عملنا اليومي في مطارات دبي والتعامل مع العدد المتزايد للمسافرين، مؤكداً أن الابتكار هو الأول من نوعه على مستوى مطارات العالم.
وأوضح بأننا في إدارة عمليات المسافرين سعينا إلى إيجاد وسيلة أو أداة يستطيع المفتش تأدية مهامه بصورة مبتكرة وسريعة دون الحاجه إلى تأخير وتعقيد الاجراءات على المسافرين خاصة في أوقات الذروة التي تشهدها مطارات دبي، والتوسعات الجديدة التي تجري في الوقت الراهن من حيث المساحات وزيادة الطاقة الاستيعابية للمسافرين عبر مطار دبي الدولي بمبانيها، كما أن المسافة التي تكون بين المفتش والمسؤول المباشر بعيدة نوعاً ما، إذا احتاج المفتش استشارة المسؤول حول موضوعٍ ما يتعلق بالاشتباه في حقيبة معينة، مما يؤدي إلى احتمالية تأخر التواصل فيما بينهما، ما يؤثر سلبا على رضا المسافر عن الخدمات.
وذكر مدير إدارة عمليات المطارات بأن عملية التفتيش على الحقائب بشكل عام والمشبوهة منها بشكل خاص، يتطلب من المفتش الجمركي القيام بفتح الحقيبة (المشبوهة) أمام صاحبها والمسافرين الآخرين، ما يحتاج لوقت أطول خاصة إذا كانت هناك شكوك حول وجود مواد ممنوعة أو مخدرة أو خطرة على المجتمع، إضافة إلى تعرض المسافر صاحب الحقيبة إلى الإحراج لتفتيش حقائبه أمام الآخرين، ولهذا ارتأينا ابتكار هذا النظام الذكي لعدة أسباب منها الخصوصية عند التفتيش، حيث لا يتطلب الأمر فتح الحقيبة ومشاهدة ما بداخلها، حيث تم إضافة شاشات الأشعة مثبته بالأعلى لقراءة الصور( داخل الحقيبة ) تسهيلاً على المفتش، كما أن عملية التفتيش باستخدام النظام الذكي الجديد لن تستغرق أكثر من 3 دقائق.
وحول الابتكار الجديد، يقول أحمد علي شهداد والذي يشغل منصب مدير التفتيش بمبنى المطار (2) بإدارة عمليات المسافرين، أن فكرة المشروع جاءت من خلال خبرته في جمارك دبي والتي تفوق الـ15 سنة في التعامل مع المسافرين القادمين إلى الدولة عبر مطارات دبي، تعامل خلالها مع العديد من الجنسيات وأنماط المسافرين، وحفلت بالعديد من الإنجازات سواء على المستوى الشخصي والمهني.
وأوضح شهداد أن تنفيذ فكرته استغرق عامين، واجه خلالها تحديات عديدة، لكنه أصر على تنفيذها بالجهد والمثابرة وتشجيع الإدارة، ومن خلال بحثه ودراساته لم يجد أي شركة في العالم لديها نفس الجهاز وإمكانياته المتطور، كما بحث في عدة مطارات بالعالم سواء من خلال زيارته الشخصية أو عن طريق البحث في مواقع الانترنت لتك الجهات عن إجراءات التفتيش الجمركي في المطارات، إذ أنها لا تستخدم التقنيات الذكية في عمليات التفتيش الجمركي لحقائب المسافرين بل هي مقتصرة على التفتيش اليدوي.
وأعرب مدير تفتيش مبنى المطار (2) عن سعادته بأن فكرته رأت النور وتحولت إلى واقع ملموس سيفيد دولة الإمارات العربية المتحدة، كما أنها في طور إجراءات تسجيلها لدى الجهات المعنية كبراءة اختراع.