أحبط مفتشو جمارك دبي في مبنى مطار دبي الدولي رقم (3) محاولة تهريب وثائق مزورة تعود لإحدى الدولة الآسيوية، عبارة عن (25 ) تأشيرة مزورة، كانت بحوزة مسافر آسيوي قادماً من دولته.
وتعود تفاصيل الواقعة بحسب السيد/ علي المقهوي مدير إدارة عمليات المطارات في جمارك دبي، الذي أشار إلى وقوعها في الساعات الأولى من إحدى أيام شهر يناير الماضي، حيث اشتبه أحد المفتشين الجمركيين بالمسافر الآسيوي أثناء دخوله إلى منطقة التفتيش الجمركي، وقبل بدء عملية تفتيش الحقائب سأله المفتش عما إذا كان بحوزته ما يستوجب الإفصاح عنه، لكن تصرفات المسافر الذي كانت تبدو عليه علامات القلق والارتياب أثناء حديثه مع المفتش، أثارت ارتياب المفتش ، فقام على الفور بتفتيش حقائبه ليجد بداخلها عدداً من تأشيرات دخول لدول آسيوية اتضح فيما بعد أنها مزورة، كان المتهم يحاول إدخالها للدولة لتسليمها لأشخاص آخرين مقابل مبالغ مادية، حيث كانت تلك التأشيرات المزورة قد تم وضعها في جيوب سرية داخل الحقيبة أسفل الملابس.
وفي ضبطية أخرى منفصلة تمكن مفتشو الجمارك في المبنى رقم 3 من ضبط مسافر آخر من الجنسية الأفريقية بحوزته عدد (3) جوازات سفر إفريقية اتضح فيما بعد بأنها مزورة، وأوضح علي المقهوي أن تفاصيل الواقعة تعود إلى وصول المسافر المذكور إلى صالة الجمارك في المبنى رقم 3 حيث اشتبه به أحد مفتشي الجمارك فتم توجيه السؤال له عن امتلاكه لأي شيء يستوجب الافصاح عنه فأجاب المسافر بالنفي فطُلب منه وضع امتعته الشخصية على أجهزة التفتيش حيث لوحظ عدد من الكتب ومن بينها كتاب بين الأمتعة والملابس في سماكة غير طبيعية مما أثار شك المفتش وزاد من اشتباهه للمسافر، الأمر الذي استدعى فتحه ليجد المفتش بداخل الكتاب عدد (3 ) جوازات سفر تبين فيما بعد أنها مزورة وهي تخص إحدى الدول الأفريقية وكانت مخبأة بعناية في تجويف غلاف الكتاب ولصق إحدى صفحات الكتاب للتمويه على وتضليل رجال الجمارك، إلا أنهم كانوا له بالمرصاد.
وأثناء التحقيق مع المسافرين من قبل المحققين المختصين في مكتب تحقيق عمليات المسافرين بإدارة عمليات المطارات تبين أن كلاهما كان ينويان تسليم كل من التأشيرات والجوازات المزورة لأشخاص آخرين داخل الدولة لاستخدامها بطريقة غير مشروعة، وعلى ضوء ذلك تم تحويل كلا المسافرين والمضبوطات وخلاصة التحقيق معهما إلى مكتب الإدارة العامة للإقامة وشؤون الاجانب بدبي في مبنى المطار رقم (3) ليتم اتخاذ الإجراءات اللاحقة بحقهما.
وأوضح المقهوي أن المهربين دائما ما يتبعون أساليب ملتوية لغايات الكسب السريع ويحاولون تمويه رجال الجمارك بأساليب مبتكرة ولكن فطنة ويقظة مفتشي ومفتشات جمارك دبي تقف حاجزاً في وجه جميع محاولاتهم من خلال الخبرة الميدانية الكبيرة في فن الاشتباه التي يتمتع بها هؤلاء المفتشين الأكفاء والقادرين على رصد تحركات المسافرين القادمين عبر المطارات وانتقاء المشتبه بهم بدقة متناهية ومتابعة تحركاتهم أثناء تواجدهم في المناطق الجمركية بحيث لا يؤثر ذلك في عملية تسهيل الإجراءات.
وأكد المقهوي استمرار جهود جمارك دبي في ضبط مثل تلك الجرائم وكافة أنواع المواد المحظورة والمقيدة عالمياً انطلاقاً من رؤيتها الاستراتيجية في حماية أفراد المجتمع ، مشيرا إلى الحس الأمني العالي الذي يتمتع به المفتشون وحرصهم على تعزيز مكانة دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة عالمياً.
كما تحرص جمارك دبي على توعية موظفيها بعمليات التزوير في الوثائق الرسمية والتي يقوم بها ضعاف النفوس، حيث يتم تدريبهم على كيفية اكتشاف الوثائق المزورة التي يتم إخفاءها داخل حقائب المسافرين القادمين للدولة، وذلك من خلال الدورات التدريبية المكثفة لكشف التزوير التي يتم تنظيمها بالتنسيق مع شركاء جمارك دبي الاستراتيجيين من أصحاب الاختصاص، بهدف إكسابهم القدرة على اكتشاف الوثائق المزورة والأصلية، ومعرفة الطرق التي يتبعها المهربون لتمويه السلطات الجمركية، لافتاً إلى أن مفتشي جمارك دبي يتمتعون بمهارات عالية مكنتهم من ضبط العديد من الوثائق المزورة من مختلف دول العالم، وقد ساهم المفتشون في وقت سابق من إحباط العديد من محاولات تهريب تلك الوثائق إلى دول أخرى ومساعدة الجهات الامنية في عدة دول من اكتشاف عمليات التزوير.