عرضت جمارك دبي تجربتها في مواجهة التعدي على حقوق الملكية الفكرية خلال المؤتمر الثالث لمكافحة الجرائم الماسة بالملكية الفكرية الذي تنظمه جمعية الإمارات للملكية الفكرية يومي 24 و25 نوفمبر 2013، حيث أسست الدائرة في العام 2005 أول إدارة متخصصة لحماية هذه الحقوق على مستوى الدوائر والجهات الجمركية في الشرق الاوسط.
وقال السيد يوسف السهلاوي مدير تنفيذي أول الشؤون المؤسسية في جمارك دبي خلال المؤتمر أن "التقليد والقرصنة تشكل اليوم واحدة من أخطر القضايا ذات التأثير السلبي على الأرواح وصحة البشر قبل أن تؤثر على الاقتصاد العالمي والمحلي، مشيراً إلى أن الظاهرة لم تعد حكراً على دولة بعينها بل هي ظاهرة عالمية تعاني منها كافة البلدان، نظراً لانفتاح الأسواق في كافة انحاء العالم، الأمر الذي يستوجب جهداً عالمياً في التصدي لها ومكافحتها للحد من الأخطار الناجمة عنها.
وأضاف أن دور جمارك دبي هو تيسير مرور البضائع والمسافرين من خلال تسهيلات متميزة وخدمات عالية الجودة، وفي نفس الوقت العمل على ضمان حماية المجتمع والاقتصاد من خلال التصدي لمحاولات التهريب بمختلف أشكالها، باعتبار الجمارك هي خط الحماية الأول للمجتمع، بل يفرض يقظة عالية وحس أمني قوي للمفتشين الجمركيين، ما يضمن تحقيق سياسة الالتزام والتسهيل في العمل الجمركي، كما أن الاهتمام بالتصدي للتقليد والقرصنة، ينبع كذلك من خطورة استهلاك المواد المقلدة على الصحة العامة لأفراد المجتمع.
وأكد السهلاوي أن جهود جمارك دبي في حماية الملكية الفكرية تساعد في تحقيق رؤيتها بأن تكون الإدارة الجمركية الرائدة في العالم الداعمة للتجارة المشروعة، وذلك في اطار العمل على تنفيذ الرؤية الاستراتيجية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بأن تصبح دبي وجهة عالمية رائدة للمال والأعمال.
وأوضح أن جهود جمارك دبي في التصدي لمحاولات تهريب البضائع المتعدية على الملكية الفكرية، نجحت خلال الفترة من يناير إلى أكتوبر للعام 2013 في إنجاز (168) ضبطية جمركية لبضائع مقلدة تتجاوز قيمتها 12 مليون درهم ، كما تم خلال هذه الفترة تسجيل (122) شكوى تقدمت بها الشركات صاحبة العلامات التجارية، كما جرى تقييد (218) علامة تجارية لدى جمارك دبي.
وقال السهلاوي إن جهود الدولة لمكافحة التقليد والقرصنة أدت لتوفير بيئة جاذبة للاستثمارات العالمية والعلامات التجارية في كل المجالات، وعززت مكانة الإمارات على الصعيد العالمي كواحدة من الدول التي تكافح التقليد والقرصنة، ونحن حريصون على التعاون مع الدوائر الحكومية المحلية والوزارات المعنية بالملكية الفكرية على المستوى الاتحادي، حيث كانت جمارك دبي قد بادرت من قبل بتشكيل فريق عمل حكومي من هذه الدوائر والوزارات بمشاركة الهيئات والغرف التجارية على مستوى الدولة لتنسيق الجهود الحكومية الهادفة لحماية حقوق الملكية الفكرية، وقد فاز هذا الفريق بجائزة برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز لدورة عام 2008 عن فئة فريق العمل الموحد.
وشدد على أن جمارك دبي تحرص على توعية المفتشين الجمركيين ورفع كفاءاتهم في مجال حماية الملكية الفكرية والقدرة على التفريق بين المنتجات الاصلية والمقلدة لمنع مرورها، ويتم تنظيم دورات فنية متخصصة لهم بالتعاون مع مجلس أصحاب العلامات التجارية، وخبراء عالميين في مجال الملكية الفكرية والعلامات التجارية، كما يجري التعاون مع المنظمات الدولية ذات الصلة مثل منظمة الجمارك العالمية، والمنظمة العالمية للملكية الفكرية ( وايبو ).
وأضاف مدير تنفيذي أول الشؤون المؤسسية بجمارك دبي أن جهود الدائرة في حماية حقوق الملكية الفكرية لا تقتصر على ضبط المواد المقلدة في المنافذ الجمركية، بل تشمل تنظيم ورش عمل ومحاضرات توعوية لكافة فئات المجتمع عن خطورة استهلاك المواد المقلدة على الصحة وأضرارها للاقتصاد والشركات صاحبة العلامات التجارية، حيث تم خلال الفترة من يناير إلى أكتوبر من العام 2013 تنظيم (3) ورش عمل لحماية حقوق الملكية الفكرية بحضور (75) مشاركا، وجرى كذلك تنظيم 29 فعالية ومحاضرة في المدارس والجامعات والمعاهد وفي الدوائر الحكومية الأخرى، كما يتم سنويا تنظيم جائزة جمارك دبي للملكية الفكرية لطلبة المدارس والجامعات على مستوى الدولة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، ووزارة التعليم العالي، وتحقق الجائزة نتائج جيدة للتوعية بحقوق الملكية الفكرية لدى الطلبة وعلى مستوى المجتمع بأكمله، ويكرم الفائزون في حفل سنوي يقام في اليوم العالمي لحماية الملكية الفكرية.
وقال يوسف السهلاوي: " نحن حريصون على فتح المجال للشركات العالمية لقيد علاماتها التجارية في جمارك دبي واستقبال شكاواها المتعلقة بالتعدي عليها وحمايتها من هذه التعديات، وقد نتج عن ثقة المجتمع الدولي بجهود وإجراءات جمارك دبي في التصدي للتقليد اسناد تنظيم واستضافة المؤتمر السنوي الرابع لمكافحة القرصنة لدبي في فبراير 2008 وصدور " إعلان دبي" الذي أصبح وثيقة دولية في هذا المجال.