
أكد المشاركون في مؤتمر ومعرض منظمة الجمارك العالمية ٢٠١٣ على أهمية الشراكات والتعاون المشترك في تعزيز إدارة الحدود.
جاء ذلك خلال الجلسة الحوارية الثانية للمؤتمر والتي أقيمت تحت عنوان "تيسير الأعمال من خلال التكامل" ضمن فعاليات مؤتمر ومعرض منظمة الجمارك العالمية ٢٠١٣، الذي يقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وتستضيفه جمارك دبي للمرة الأولى في الشرق الأوسط من ١٤ إلى ١٦ العام مايو ٢٠١٣ في فندق أتلانتس دبي.
وأكد سعادة اللواء غالب قاسم الصرايرة، مدير عام الجمارك الأردنية اختلاف طبيعة المفهوم الجمركي نتيجة الظروف الأمنية والاقتصادية والأزمات التي واجهت العالم في الحقبة الأخيرة، وبرزت مهام جديدة مرتبطة بالجمارك حيث أصبح دور الجمارك في معظم البلدان أمني واقتصادي واجتماعي، ممّا رتّب على الإدارات الجمركية إلى تغيير طريقة إدارتها على ضوء هذه المهام".
وأضاف: "تواجه إدارات الجمارك عدا من التناقضات مثل تسهيل حركة التجارة مع وجود رقابة فاعلة، وتسهيل دخول البضائع وتقليل زمن الإنجاز لتقليل التكاليف مقابل تحقيق نمو في العائدات الجمركية، ولتحقيق هذه المتناقضات وغيرها، على الإدارات الجمركية أن تبحث عن طرق أكثر نجاحاً لممارسة العمل الجمركي خصوصاً في عصر المعرفة وتدفُق المعلومات وتوفر نظم تكنولوجية حديثة تساهم بشكل جيد في تحقيق هذا التوازن."
وناقشت الجلسة أيضاً إمكانية تعامل الشركات الخاصة مع مؤسسات الجمارك بنفس الطريقة التي تتعامل بها مع الوكالات الحدودية الأخرى،وترأسها السيد رودريغو كريسبو مدير تطوير الأعمال في شركة "ويب فونتين"، واستضاف من خلالها كل من سعادة اللواء غالب قاسم الصرايرة مدير عام الجمارك الأردنية، والسيد جون بيشيك مدير سياسة التجارة العالمية والمعايير في شركة مايكروسوفت، والسيد ويلي شومبا كبير موظفي برامج الجمارك والتجارة والصناعة والمالية والاستثمار لدى منظمة جنوب أفريقيا للإنماء، والسيد شهاب الجسمي، مدير أول الشؤون التجاريّة في دبي التجارية، والسيد محمدو مختار سيسي المدير العام لجمارك السنغال.
وقال شهاب الجسمي: "شهدنا استمرار نمو التجارة في دبي لتصل إلى نحو 1.3 تريليون درهم في عام 2012 للمرة الأولى في التاريخ مقابل 900 مليار درهم خلال عام 2008، حيث تقدم بوابة دبي التجارية نافذة واحدة من الخدمات عبر الإنترنت لأصحاب المصالح، بحيث تقدم مجموعة من الخدمات التي تلبي احتياجات ورضا المتعاملين".
وأضاف: "إن خدمات البوابة الالكترونية في نمو مستمر وتشمل حاليا خدمات للتجار وخطوط الشحن ووكلاء التخليص والشحن وسائقو الشاحنات والجهات المرخِصة في المناطق الحرة وتشمل أيضاً الخدمات البحرية وخدمات تخليص البضائع وخدمات عمّال النقل ودفع والفواتير وخدمات المنطقة الحرة".
فيما علق ويلي شومبا: "تحتاج إدارة الجمارك الحديثة إلى إدراك مبادئ الشراكة وأوجه التعاون، حيث يجب ترويج وتطوير التعاون بين شبكات الأعمال التجارية والجمارك وبين الجمارك والجمارك. ويجب أن تكون إدارات الجمارك متجاوبة مع معطيات واحتياجات أصحاب المصالح والتواصل معهم بشكل فعال. ولسوف يؤدي هذا التعاون إلى بناء نظام مشترك سلس تستفيد منه إدارات الجمارك وأصحاب المصلحة على حد سواء ".
وحول الموضوع نفسه أوضح جون بيشيك: "لم تنمو البنية التحتية في العديد من الدول بالوتيرة نفسها لمواكبة نمو الاقتصادات في باقي العالم، وقد أثّر هذا على القدرة التنافسية لهذه الدول، كما أنّ هناك حاجة ماسّة إلى حلول فعالة مثل نظم الإدارة المتكاملة للحدود".
وأضاف: "التكامل لا يشمل فقط تكامل نظم المعلومات، بل يشمل أيضاً التكامل في العوامل الأخرى بما فيها البنية التحتية مثل الطرق والمواصلات، والنظام القانوني، والسياسات والإجراءات. بالإضافة إلى وجود التكنولوجيا التي يمكن أن تساعد الحكومات على التحرك نحو حلول أكثر كفاءة".
وأوضح محمدو مختار سيسي" : بنت السنغال نظام النافذة الواحدة والمتكاملة من خلال الشراكة الديناميكية بين القطاعين العام والخاص، وهو يعتبر الآن من الأمثلة الحية والناجحة لهذا النظام، وقد أدى ذلك إلى تقليص أكثر من 70% من الوقت اللازم لإجراء المعاملات. يجمع نظام النافذة الواحدة بين قطاعات الأعمال التجارية، كما يشمل معاملات التخليص الإلكتروني ونظم الشحن واستخدام التكنولوجيا لتقليل التكاليف وتحسين استخدام الموارد المختلفة".
هذا ويناقش مؤتمر ومعرض منظمة الجمارك العالمية ٢٠١٣ على مدى ثلاثة أيام سبل تيسير التجارة المشروعة وحماية أمن الحدود والمنافذ والتنسيق الجمركي بين الدول، بالإضافة لعدد من المواضيع الأخرى المرتبطة بالعمل الجمركي مثل أنظمة الرقابة والتفتيش والحلول التقنية وأنشطة شركاء الجمارك في التجارة والنقل وخدمات الإمداد اللوجستية.