ألقى سعادة أحمد بطي أحمد الرئيس التنفيذي لمؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة مدير عام جمارك دبي كلمة الافتتاح في المؤتمر الدولي الثامن "أفكار عربية 2013"، الذي نظمته "مجموعة دبي للجودة" تحت رعاية سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة بشعار "الابتكار مفتاح الاستدامة" وخصص لأفكار التطوير الإداري، التي تنتجها مقترحات الموظفين و المتعاملين.
وقال سعادته إن الأفكار الجديدة تحظى بصدارة الاهتمام في تطوير الإدارة، فهي العامل الحاسم للوصول بالتطبيقات الإدارية والتشغيلية إلى ذروة الأداء، كما أثبتت التجارب في مختلف المؤسسات محلياً وإقليميا وعالمياً، وقد اعتمدت دبي من خلال نظام "الاقتراحات الموحد لحكومة دبي" دعم الإبداع والتجديد أساسا صلبا للتطوير في مسيرة إنجازاتها المتصاعدة، بقيادة رائد الإبداع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" ، وقد تعلمنا من سموه الاهتمام بالأفكار والمقترحات التي تأتي من العاملين في الميدان، باعتبارهم الأكثر احتكاكاً بتفاصيل العمل و متطلبات تطويره، وكذلك من المتعاملين الذين تشكل مقترحاتهم مصدرا مهما للاطلاع على احتياجات التطوير من منظور المستفيدين من الخدمات في مختلف المؤسسات .
وأضاف مدير عام جمارك دبي: " لقد تبنت المؤسسات العالمية الكبرى أنظمة تحفيز الإبداع عبر تشجيع المقترحات والأفكار، بعد أن نجحت المؤسسات والشركات اليابانية في تطبيق هذه الأنظمة وأثبتت جدواها، حيث تم الانتقال من نظام حلقات الجودة التي يتولى الموظفون التطوير الجماعي للمقترحات فيها، إلى إيجاد نظام متكامل داخل الشركات لتلقي المقترحات ودراسة جدواها لتطبيقها فعلا، وعندما أثبتت هذه التجربة فعاليتها وكفاءتها في تحسن الأداء، تبنى العالم الغربي نظام المقترحات، وتم تطبيقه في كبرى المؤسسات والشركات العالمية، حيث تشير احصائيات الرابطة الامريكية لأنظمة الاقتراحات إلى أن الشركات الأمريكية توفر من تطبيق هذه الانظمة عائداً يصل إلى 2 مليار دولار".
وأكد سعادة مدير عام جمارك دبي أن استثمار الأفكار الجديدة بفعالية يستلزم إعداد هيكل المؤسسة ذاتها، لتتيح لموظفيها وعملائها الابتكار والتجديد، عبر تهيئة أنظمتها الداخلية لاستقبال و تطبيق الأفكار والمقترحات بمرونة تضمن التطوير الدائم بأقل تكلفة ممكنة، وتشير التجارب العالمية إلى أن المقترحات الميدانية التي تأتي من الموظفين و المتعاملين تعد من أهم المصادر لأفكار التطوير، لأنها تتسم عادةً بالواقعية والعملية وتأتي من المشاركين الفاعلين الذين يتعاملون مباشرة مع الاحتياجات الفعلية.
وشدد أحمد بطي في كلمته على أن التفاعل بإيجابية مع الأفكار الجديدة يغني عملياً تجربة الإدارة، ويجعلها قادرة على اكتشاف الموظفين المبدعين، الذين يتفاعلون بعمق مع عملهم ليتوصلوا إلى الاحتياجات الفعلية للتطوير، ولذلك ينبغي أن تكافئ الإدارة هذه الأفكار بتكريم أصحابها وتقدير مجهوداتهم.
و قال: "لقد أثبتت تجربتنا أن اعتماد وتنفيذ الأفكار الجديدة هو استثمار مجدي، يحسّن الأداء ويدفع الموظفين والمتعاملين إلى الاجتهاد لتقديم أفكارهم ومقترحاتهم، ما يجعلهم شركاء في صنع القرار ضمن بيئة محفزة للعمل، تنعكس ايجابا على المؤسسة وتجعلها أكثر قدرة على خدمة الاقتصاد والمجتمع، من خلال دورها البناء في تطوير الإدارة".