أكدت منظمة الجمارك العالمية في تقرير مهمة "كولومبس" التشخيصي وهو برنامج مستحدث لغايات تطوير العمل الجمركي حول العالم أن جمارك دبي حرصت على تحقيق رؤية واستراتيجية واضحة ومتكاملة، إضافة إلى مبادراتها غير المسبوقة في مجال التقنية الرقمية وصولا إلى العالمية، الأمر الذي دعا خبراء المنظمة الدولية إلى وضع جمارك دبي نموذجا يحتذى على مستوى المحلي والإقليمي والدولي، حيث خلص التقرير أن جمارك دبي تعمل بشكل جاد ومستمر لتحقيق رؤية المنظمة العالمية للجمارك في القرن الـواحد والعشرين.
وأوضح التقرير أن أداء جمارك دبي المتكامل يسهم في استفادة الإدارات الجمركية الأخرى محلياً وإقليمياً وعالمياً من هذه التجربة، حيث عملت الدائرة ولاتزال تواصل إنجازاتها في تحقيق رؤية الجمارك في القرن الواحد والعشرين لاسيما المتعلقة بتطوير الانظمة التقنية الطموحة والتي تسهم بفعالية في تيسير التجارة المشروعة، وأفاد التقرير الدولي أن أنظمة جمارك دبي الإلكترونية تعتبر من الأنظمة العالمية والتي حققت التفوق الدولي في مجال العمل الجمركي.
وأشاد المشرفون على التقرير بجهود جمارك دبي الحثيثة والمرتبطة بتطوير العمل، وإيجاد فرص تحسينية في إجراءاتها والأعمال التي تقوم بها، والتي تؤكد في مجملها تقديم أفضل الخدمات للعملاء والشركاء الاستراتيجيين، وتطوير برامجها وخططها التدريبية للوصول إلى أعلى المستويات، واعتبرت اللجنة المشرفة على التقرير أن جمارك دبي نموذجاً يُحتذى به من قِبل الإدارات الجمركية في الدولة ودول مجلس التعاون الخليجي وحتى على المستوى العالمي، لما وصلت إليه من تقدمٍ كبير في مجال عملها الجمركي والاجراءات المتبعة لديها.
جاء صدور التقرير بعد عملية التقييم للمرحلة الثالثة من برنامج " كولومبوس " التشخيصي، الذي استحدثته منظمة الجمارك العالمية لغايات تطوير وتحديث الإدارات الجمركية في شتى المجالات، وأعربت اللجنة في تقريرها عن التقدير الكبير للدائرة، وحرص فريق القيادة في تحقيق رؤية واستراتيجيتها للوصول إلى العالمية، الأمر الذي أسهم في استفادة الإدارات الجمركية الأخرى محلياً وإقليمياً وعالمياً من هذه التجربة في هذا المجال.
وأكدت أن مهمة كولومبس التشخيصية تناولت في عملياتها التشخيصية ثمانية قطاعات، يتم من خلالها استعراض جوانب القوة وفرص التحسين في جميع الدوائر الجمركية المحلية والإقليمية، وأوصى التقرير بضرورة أن تستفيد الدوائر الجمركية الأخرى سواء على مستوى الدولة أو دول المنطقة مما حققته جمارك دبي في تنفيذ استراتيجيتها التنفيذية، وحرصها على تحديث هذه الاستراتيجية باستمرار، ووضعها بما يتواكب والتطورات الحاصلة على مستوى العمل الجمركي في الدائرة وفي العالم.
أما فيما يتعلق بالإجراءات فإن جمارك دبي تعمل على تطبيق برنامج " التطوير والتحديث"، الذي يتم عبره التطوير في العمليات الجمركية والتطبيقات والوفاء بالالتزامات الدولية بصورة واضحة وشاملة، بما يتوافق مع اتفاقية كيوتو المعدلة لتبسيط وتنسيق الإجراءات الجمركية، وهذا واضح بشكل كبير في تطبيق الدائرة لنظام " محرك المخاطر " في عملها الجمركي، الذي طورته للتعامل مع كافة المعاملات، والتعرف على الشحنات المشتبه بها، وذلك للكشف عن المخاطر في أنواع مختلفة من المعاملات، بحيث يمكنه اعتراض الشحنات التي تتضمن المخاطر المختلفة والمتنوعة، بناءً على المعلومات التي يتم تغذيته بها، وقد استفاد من النظام العديد من الجهات، ويعتبر من أفضل المعايير المطبقة عالمياً، وأوصى التقرير بضرورة استفادت الإدارات الجمركية الأخرى من تجربة جمارك دبي في هذا المجال، في تنفيذ هذا البرنامج الذي يعتبر نموذجاً عالمياً، وعلى الدوائر الأخرى البدء في إنشاء وحدات إدارية خاصة بمحرك المخاطر.
كذلك التحسينات الطارئة على إدارة الموارد البشرية ووضع الخطط والبرامج التدريبية الشاملة غير المسبوقة، إضافة إلى تحديثها حسب متطلبات العمل، وعملية تطوير الموظفين في الإدارات والمراكز الجمركية لاكتساب مزيد من الخبرة واستخدام معرفتهم في الوظائف الجديدة المنقولين لها، وحث التقرير بأن تكون خطط التدريب معياراً يُستدل به من قِبل الإدارات الجمركية الأخرى.
كما أبدى تقرير " كولومبس " التشخيصي إعجابه بإدارة الشؤون القانونية في جمارك دبي، وتوفر كوادر بشرية مؤهلة ومتميزة وقادرة على التعامل مع جميع القوانين والسياسات المتعلقة بالعمل الجمركي، والتحسينات الإيجابية التي طرأت في عمل هذه الإدارة والاهتمام بها من قِبل المسؤولين في جمارك دبي، الأمر الذي ساهم في دعم جمارك دبي لتطوير قانون الجمارك الخليجي الموحد والهيئة الاتحادية للجمارك في الدولة.
وتعتبر جمارك دبي سباقة في تطوير التكنولوجيا الرقمية، والتحسينات التي طرأت على كافة الخدمات الإلكترونية لديها، وإيجاد البرامج والأنظمة التي تسهل من عملية تسريع وتسهيل الإجراءات الجمركية لإنهاء معاملات العملاء في الدائرة، وهي من الأمور التي تمكن الإدارات الجمركية على كافة الأصعدة من الاستفادة من جهود جمارك دبي في هذا المجال والمجالات الأخرى.
يذكر أن تقرير منظمة الجمارك العالمية من خلال برنامج " كولومبس " التشخيصي، اشتمل على ثمانية قطاعات غطت جوانب القوة وفرص التحسين في جميع الإدارات الجمركية في الدولة والهيئة الاتحادية للجمارك، حيث اشتمل التقرير على التقديم ومن ثم المعايير الثمانية للتقرير وهي : إدارة الاستراتيجية، والموارد وإدارة الموارد البشرية، الشؤون القانونية، الحوكمة ،الاجراءات التطبيقية، تقنية المعلومات، والاتصال الخارجي.
الجدير بالذكر أن برنامج " كولومبس " التشخيصي من البرامج التي استحدثتها منظمة الجمارك العالمية لغايات تطوير وتحديث الإدارات الجمركية في شتى المجالات، وتمكينها من التطبيق الأمثل لمعايير الأمن وتسهيل سلسلة من الإمدادات في التجارة الدولية، وتعتبر المرحلة الثالثة من البرنامج لرصد المستجدات في جسر الفجوات، وتنفيذ آليات وبرامج التحسين التي وضعتها الإدارة الجمركية في المرحلة الثانية، والتي تركز على تنفيذ التوصيات التي وردت في التقرير الصادر عن المرحلة الاولى من برنامج " كولومبس " التشخيصي، حيث تم إجراء عملية التشخيص الأول لجمارك دبي في نوفمبر 2007 بالإضافة إلى الدوائر الجمركية الأخرى.