احبط مفتشو جمارك دبي في قرية الشحن خلال النصف الأول من العام الحالي، 121 محاولة تهريب لكميات ضخمة من الكتابات الورقية والطلاسم والمواد التي تستخدم في عمليات السحر والشعوذة والتعاويذ، وذلك عن طريق شحنات وبضائع وطرود بريدية قادمة من دول آسيوية وأفريقية إلى الدولة، ومنها شحنات عابرة إلى دول أخرى.
وذكر السيد/ أحمد عبدالله بن لاحج مدير إدارة المراكز الجمركية الجوية في جمارك دبي، أن ممارسة السحر والشعوذة تعتبر آفة خطيرة تهدد أمن المجتمع من خلال التلاعب بعقول الناس عبر استغلال احتياجاتهم في عمليات الدجل، مؤكداً التزام جمارك دبي بمسؤوليتها المجتمعية، من خلال التصدي لمحاولات تهريب المواد المحظورة إلى داخل الدولة والتي قد تشكل تهديداً لأمن وسلامة المجتمع.
وأوضح أن مفتشي جمارك دبي يدركون مدى خطورة هذه المواد المستخدمة في أعمال السحر والدخل والعبث بعقول الناس، إذ تقوم الدائرة بتوفير كافة أنواع الدورات التدريبية والتثقيفية لهم لتوعيتهم بهذه المواد وأصنافها وأشكالها المختلفة، لاسيما وأن المهربين كثيرا ما يلجؤون لأساليب جديدة مبتكرة بغرض تضليل السلطات الجمركية. كما أن عملية التفتيش على البضائع والشحنات في قرية دبي للشحن تتم عن طريق فحصها وتمريرها على أجهزة الأشعة السينية، وإذا لوحظ وجود كثافة غير عادية في محتوى الشحنة أو وجود علامات تثير الشكوك يتم بعد ذلك تفتيش البضاعة والشحنة يدوياً من قِبل مفتشين متمرسين في التفتيش الجمركي للتأكد من مشروعيتها، كما يتم التحقق من تطابق المعلومات الواردة في البيان الجمركي للبضاعة بالواقع.
وذكر مدير إدارة المراكز الجمركية الجوية أن طرق التهريب للمواد المستخدمة في السحر والشعوذة المضبوطة في قرية دبي للشحن خلال العام الجاري تباينت، فمنها ما كان مخبأ في مستندات على شكل رسائل أو مجلات أو كتب، أو عن طريق إخفائها في الأغراض الشخصية والملابس، ومنها على ما هو شكل دمى الأطفال الملطخة بالملوثات والدماء ومواد أخرى غير معروفة، وفي بعض الأحيان يكون التهريب بوجود مواد مكونة من السوائل وريش الطيور، ولفافات قطن تدخل في السحر وإبر تدخل في التعاويذ، وخيوط ومواد داكنة، وخليط من المواد القذرة.
وقال مدير المراكز الجمركية الجوية في جمارك دبي إن المواد المستخدمة في عمليات السحر والدجل والشعوذة، هي من المواد الممنوع دخولها الدولة، استناداً إلى قرار لجنة التعاون المالي والاقتصادي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في اجتماعها رقم 73 الذي عقد في مقر الامانة العامة لدول " التعاون " بالرياض في 2 مايو 2007، والتي حددت قوائم السلع الممنوعة المتفق عليها بين دول المجلس، ومن بينها السلع المنافية للعقيدة الاسلامية والآداب العامة، التي منها بالطبع المواد المستخدمة في أعمال السحر والشعوذة.
وتعد محاولات إدخال هذه المواد الممنوعة إلى الدولة بطرق غير مشروعة في حكم التهريب الجمركي، وفقاً لقانون الجمارك الموحد، ويتم مصادرتها وإحالتها الى الجهات المعنية للإتلاف.
كما تعتبر ممارسة أعمال السحر والشعوذة من الجرائم الماسة بالدين الاسلامي التي يعاقب عليها القانون، والتي يختلف تكييفها حسب الأثر المترتب على الفعل المادي للسحر والشعوذة.
وفي إطار الشراكة الاستراتيجية، والتعاون المشترك بين جمارك دبي، ودائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، قدم وفد من الوزارة، برئاسة فضيلة الشيخ الدكتور أحمد عبدالعزيز الحداد مدير إدارة الافتاء، إلى مركز جمارك قرية الشحن، لإبطال مفعول المواد المضبوطة المستخدمة في عمليات السحر والشعوذة.
وتعليقاً على هذه الضبطيات، قال الدكتور أحمد الحداد : " لا يزال شغل السحرة مؤرقا للناس ومضنيا للرقاة، وما زال الابتلاء به قديما متجددا بتجدد الأيام و الليالي والبلدان، ويقع عبء كبير من ذلك على رجال جمارك دبي الذين يحمون الحمى ويؤمنون البلد من هذه المساوئ السيئة التي تفد البلد بمختلف الطرق، فترعب السليم وتزيد المريض مرضا".
وأضاف : " الواجب على الناس أولا أن تكون ثقتهم بالله تعالى أكثر من خوفهم من السحرة، ومن الثقة بالله التحصُّن بالأذكار المشروعة في الصباح والمساء وعند الخروج والدخول، وتحصين البيوت والأولاد والزوجات، فهذه التحصينات هي حصن منيع من نفوذ السحر ، ودروع واقية تتحطم فيها سهام السحرة بعون الله تعالى، فما شرعت إلا لذلك، وكثير من الناس لما تركوا الأذكار وغفلوا عن الله تعالى أتتهم سهام السحرة واحدا بعد آخر، ويتعين على الجهات المعنية أن تضرب بيد من حديد على من علم عنه أذية الناس بسحره، وجعله عبرة لغيره، وهذا يقتضي تعقبهم في الداخل والخارج حتى يندفع عن الناس شرهم".
ولقد ذهلت مما رأيت من كميات مواد السحر المضبوطة بمختلف الطرق والوسائل، وكان إعجابي كبيرا بالرجال المخلصين في جمارك دبي الذين اكتشفوا تلك التعاويذ والسحريات واستخراجها من أوكارها المختلفة، فدعوت الله تعالى لهم بالحفظ والعون والسداد.
وأضاف الشيخ الحداد: " بارك الله في تلك الجهود الجبارة، من أولئك الذين يحرسون المنافذ، فهم بلا شك من العيون التي تبيت تحرس في سبيل الله، وهم موعودون إن شاء الله بأن لا تمسهم النار".
هذا وتولي جمارك دبي جل اهتمامها لتحقيق الخطة الاستراتيجية لدولة الامارات العربية المتحدة، وخطة دبي الاستراتيجية، المرتبطة بتحقيق مبدأ الأمن والعدل والسلامة ونشر الطمأنينة لجميع المواطنين والمقيمين على أرض الدولة، حيث قامت الدائرة بتطوير نظام الكتروني متقدم لمراقبة السلع والبضائع الممنوعة والمقيدة التي تدخل الدولة.